مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 11/02/2021 03:35:00 م

ماهي العشوائية وهل لها قوانين؟؟
ماهي العشوائية وهل لها قوانين؟؟
تصميم الصورة رزان الحموي 


 أنواع العشوائية:

استناداً لكل ما سبق ذكره عن العشوائية يمكن تصنيف الظواهر العشوائية إلى نوعين:

1)  العشوائية الكوانتية (الكمية): 

التي تحكم عالم الجسيمات الصغيرة والتي تسمح بتحديد احتمال وقوع حادثةٍ ما حسب مبدأ الارتياب المسمى مبدأ هايزنبرغ، 

وهذه العشوائية تسمح بتحديد الإحتمال الأكبر بين عدة احتمالات فتعطي نتائج إحصائية،

 فمثلاً عند دراسة| النشاط الإشعاعي| الطبيعي لبعض العناصر مثل |اليورانيوم| نجد بأن نصف ذرات اليورانيوم ستتفكك بعد زمن محدد يسمى عمر النصف (أي الزمن اللازم لتفكك نصف ذرات المادة)،

 ولكن لا يمكننا تحديد أي| الذرات| هي التي ستتفكك خلال تلك المدة.


2) العشوائية المعرفية :

التي لا تسمح بتحديد أي شيء عن نتائجها لأننا لا نمتلك المعرفة الكافية لتحديدها أو لأنها غير قابلة للتحديد أصلاً، وهذا ما نجده في الظواهر الفوضوية التي لا تحكمها القوانين أو أن القوانين التي تحكمها حساسةٌ وغير ثابتة تبعاً لظروف الظاهرة 

فمثلاً توجد قوانين تسمح بالتنبؤ بحالة الطقس لعدة أيامٍ قادمة ولكن نتائج التنبؤات تصبح غير دقيقة كلما طالت مدتها فإذا كانت النتيجة مؤكدة ليوم غدٍ فهي غير مؤكدة بعد عدة أيام.

|  العشوائية |بنوعيها موجودةٌ في الكون منذ نشأته بكل مستوياته ومكوناته ويتوقع |العلماء| بأن |العشوائية الكوانتية |هي التي سمحت بظهور كل مكونات الكون وبدونها لما أمكن ظهور الكون بالشكل الذي نعرفه.


 العشوائية والمجموعة الشمسية والأرض:

 أدت بعض الدراسات التي اعتمدت على أنظمة المحاكاة باستخدام الحاسوب والتي نشرها العالم جاك لاسكار عام 1990 إلى معرفة أن تطور المجموعة الكوكبية الشمسية عشوائي


 بمعنى أن نشأة الكواكب وتطورها حساسٌ جداً للشروط الإبتدائية التي نشأ فيها، 

فلو تغيرت المسافة بين أي كوكب و|الشمس |ولو قليلاً لتغير مصير ذلك الكوكب،

 ولذلك يوجد في |الكون |عددٌ كبيرٌ من الكواكب السيّارة التي تسبح في| الفضاء| ولكنها نشأت في إحدى |المجموعات الشمسية |وقد غادرتها لأنها لم تكن على مسافةٍ من شمسها تسمح لها بالبقاء ضمن تلك المجموعة،

 وإن أحد تلك |الكواكب| و الذي يُعتقد بأنه بحجم| المريخ |تقريباً قد اصطدم بالأرض في يومٍ ما ونتج عن ذلك نشوء| القمر| الهام جداً لنشأة الحياة واستمرارها على الأرض، 

ولولا ذلك الإصطدام لما نشأ القمر ولكان حجم الأرض وكتلتها أكبر مما هي عليه 

وربما لم تنشأ الحياة بالشكل المعروف، ولكن ومن جهةٍ أخرى تبين بأن مثل تلك التصادمات بين كوكب سيّار والأرض كان سيحدث عاجلاً أم آجلاً  لأن هناك احتمال بحدوثها خلال فواصل زمنية محددة.


كذلك الأمر بالنسبة لاصطدام النيزك الذي سبب انقراض الديناصورات قبل 65 مليون سنة

 فهذا الاصطدام يحدث كل 100 مليون سنة تقريباً ولولا انقراض| الديناصورات| لما سنحت الفرصة لظهور|الثدييات| وتطورها حتى ظهر الإنسان،

 بمعنى أن الاصطدام الذي قضى على الديناصورات مهّد وسمح بظهور الإنسان، ولكن ظهور الإنسان حتمي لأن ذلك الإصطدام كان سيحدث حتماً ولو لم يحدث في ذلك الوقت لحدث في وقتٍ آخر وكل ما كان سيتغير حينها هو وقت ظهور الإنسان فقط.

تبدو تلك الحوادث وكأنها مجرد صدفة،

 ولكن الحقيقة أن بعض الصدف لابد أن تحدث لأنها محكومة بقوانين احتمالية تؤكد حدوثها ولكن لا تستطيع تحديد موعدٍ دقيقٍ لحدوثها ولكنها ستحدث عاجلاً أم آجلاً.


اقرأ المزيد...

🔭بقلمي سليمان أبو طافش 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.